الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7793 ) فصل : ويحرم الخطاف والخشاف والخفاش وهو الوطواط . قال الشاعر :

                                                                                                                                            مثل النهار يزيد أبصار الورى نورا ويعمي أعين الخفاش

                                                                                                                                            قال أحمد : ومن يأكل الخشاف ؟ وسئل عن الخطاف ؟ فقال : لا أدري . وقال النخعي : كل الطير حلال إلا الخفاش . وإنما حرمت هذه ; لأنها مستخبثة ، لا تستطيبها العرب ، ولا تأكلها . ويحرم الزنابير ، واليعاسيب ، والنحل ، وأشباهها ; لأنها مستخبثة ، غير مستطابة .

                                                                                                                                            ( 7794 ) فصل : وما عدا ما ذكرناه ، فهو مباح ; لعموم النصوص الدالة على الإباحة ، من ذلك بهيمة الأنعام ، وهي الإبل ، والبقر ، والغنم . قال الله تعالى : { أحلت لكم بهيمة الأنعام } .

                                                                                                                                            ومن الصيود الظباء ، وحمر الوحش . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة وأصحابه بأكل الحمار الذي صاده . وكذلك بقر الوحش كلها مباحة ، على اختلاف أنواعها ، من الإبل ، والتيتل ، والوعل ، والمها ، وغيرها من الصيود ، كلها مباحة ، وتفدى في الإحرام . ويباح النعام ، وقد قضى الصحابة ، رضي الله عنهم ، في النعامة ببدنة . وهذا كله مجمع عليه ، لا نعلم فيه خلافا ، إلا ما يروى عن طلحة بن مصرف قال إن الحمار الوحشي إذا أنس واعتلف ، فهو بمنزلة الأهلي . قال أحمد : وما ظننت أنه روي في هذا شيء ، وليس الأمر عندي كما قال .

                                                                                                                                            وأهل العلم على خلافه ; لأن الظباء إذا تأنست لم تحرم ، والأهلي إذا توحش لم يحل ، ولا يتغير منها شيء عن أصله وما كان عليه . قال عطاء ، في حمار الوحش : إذا تناسل في البيوت ، لا تزول عنه أسماء الوحش . وسألوا أحمد عن الزرافة تؤكل ؟ قال : نعم . وهي دابة تشبه البعير ، إلا أن عنقها أطول من عنقه ، وجسمها ألطف من جسمه ، وأعلى منه ، ويداها أطول من رجليها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية