الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3985 ) فصل : وإن غصب فصيلا ، فأدخله داره ، فكبر ولم يخرج من الباب ، أو خشبة وأدخلها داره ، ثم بنى الباب ضيقا ، لا يخرج منه إلا بنقضه ، وجب نقضه ، ورد الفصيل والخشبة ، كما ينقض البناء لرد الساجة ، فإن كان حصوله في الدار بغير تفريط من صاحب الدار ، نقض الباب ، وضمانه على صاحب الفصيل ; لأنه لتخليص ماله من غير تفريط من صاحب الدار . وأما الخشبة فإن كان كسرها أكثر ضررا من نقض الباب ، فهي كالفصيل ، وإن كان أقل ، كسرت .

                                                                                                                                            ويحتمل في الفصيل مثل هذا ، فإنه متى كان ذبحه أقل ضررا ، ذبح وأخرج لحمه ; لأنه في معنى الخشبة ، وإن كان حصوله في الدار بعدوان من صاحبه ، كرجل غصب دارا فأدخلها فصيلا ، أو خشبة ، أو تعدى على إنسان ، فأدخل داره فرسا ونحوها ، كسرت الخشبة ، وذبح الحيوان ، وإن زاد ضرره على نقض البناء ; لأن سبب هذا الضرر عدوانه ، فيجعل عليه دون غيره .

                                                                                                                                            ولو باع دارا فيها خوابي لا تخرج إلا بنقض الباب ، أو خزائن أو حيوان ، وكان نقض الباب أقل ضررا من بقاء ذلك في الدار ، أو تفصيله ، أو ذبح الحيوان نقض ، وكان إصلاحه على البائع ; لأنه لتخليص ماله ، وإن كان أكثر ضررا ، لم ينقض ; لأنه لا فائدة فيه ، ويصطلحان على ذلك ، إما بأن يشتريه مشتري الدار ، أو غير ذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية