الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 236 ) فصل : وإن قطر في إحليله دهنا ، ثم عاد فخرج نقض الوضوء ; لأنه خارج من السبيل ، ولا يخلو من بلة نجسة تصحبه فينتقض بها الوضوء ، كما لو خرجت منفردة . ولو احتشى قطنا في ذكره ثم خرج وعليه بلل ، نقض الوضوء ; لأنه لو خرج منفردا لنقض ، فكذلك إذا خرج مع غيره . فإن خرج ناشفا ، ففيه وجهان أحدهما ، ينقض ; لأنه خارج من السبيل ، فأشبه سائر الخوارج . والثاني لا ينقض ; لأنه ليس بين المثانة والجوف منفذ ، فلا يكون خارجا من الجوف . ولو احتقن في دبره ، فرجعت أجزاء خرجت من الفرج ، نقضت الوضوء .

                                                                                                                                            وهكذا لو وطئ امرأته دون الفرج فدب ماؤه ، فدخل الفرج ، ثم خرج نقض الوضوء ، وعليهما الاستنجاء ; لأنه خارج من السبيل لا يخلو من بلة تصحبه من الفرج . فإن لم يعلما خروج شيء منه ، احتمل وجهين : أحدهما ، النقض فيهما ; لأن [ ص: 112 ] الغالب أنه لا ينفك عن الخروج ، فنقض كالنوم . والثاني لا ينقض ; لأن الطهارة متيقنة ، فلا تزول عنها بالشك لكن إن كان المحتقن قد أدخل رأس الزراقة ثم أخرجه ، نقض الوضوء ، وكذلك لو أدخل فيه ميلا أو غيره ، ثم أخرج نقض الوضوء ; لأنه خارج من السبيل ، فنقض ، كسائر الخارج .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية