الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل التطوع وست ركعات بعد المغرب

                                                                                                          435 حدثنا أبو كريب يعني محمد بن العلاء الهمداني حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة قال أبو عيسى وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم قال وسمعت محمد بن إسمعيل يقول عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث وضعفه جدا [ ص: 421 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 421 ] قوله : ( أخبرنا عمر بن أبي خثعم ) هو عمر بن عبد الله بن أبي خثعم وقد ينسب إلى جده ضعيف قاله الحافظ . قوله : ( من صلى بعد المغرب ) أي بعد فرضه ( ست ركعات ) المفهوم أن الركعتين الراتبتين داخلتان في الست وكذا في العشرين المذكورة في الحديث الآتي قاله الطيبي ، قال القاري : فيصلي المؤكدتين بتسليمة وفي الباقي بالخيار ( لم يتكلم فيما بينهن ) أي في أثناء أدائهن ، وقال ابن حجر : إذا سلم من كل ركعتين ( بسوء ) أي بكلام سيئ أو بكلام يوجب سوءا ( عدلن ) بصيغة المجهول وقيل بالمعلوم ، وقال الطيبي يقال عدلت فلانا بفلان إذا سويت بينهما ( له ) أي لمن صلى ( بعبادة ثنتي عشرة سنة ) قال الطيبي : هذا من باب الحث والتحريض فيجوز أن يفضل ما لا يعرف على ما يعرف وإن كان أفضل حثا وتحريضا . وقال القاضي : لعل القليل في هذا الوقت والحال يضاعف على الكثير في غيره .

                                                                                                          قوله : ( وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صلى بعد المغرب عشرين ركعة إلخ ) أخرجه ابن ماجه من رواية يعقوب بن الوليد المدائني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة . قال المنذري في الترغيب : ويعقوب كذبه أحمد وغيره ، انتهى . قلت : قال الذهبي في الميزان : قال أحمد : خرقنا حديثه وكذبه أبو حاتم ويحيى ، وقال أحمد أيضا : كان من الكذابين الكبار يضع الحديث .

                                                                                                          قوله : ( حديث أبي هريرة حديث غريب ) قال المنذري في الترغيب : رواه ابن ماجه وابن [ ص: 422 ] خزيمة في صحيحه والترمذي كلهم من حديث عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه ( وضعفه جدا ) أي تضعيفا قويا . قال الذهبي في الميزان : له حديث منكر : أن من صلى بعد المغرب ست ركعات ومن قرأ الدخان في ليلة . حدث عنه زيد بن الحباب وعمر بن يونس اليمامي وغيرهما . ووهاه أبو زرعة ، وقال البخاري منكر الحديث ذاهب ، انتهى . وفي الباب عن محمد بن عمار بن ياسر قال : رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال : من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر . قال المنذري في الترغيب : حديث غريب رواه الطبراني في الثلاثة ، وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري . قال الحافظ المنذري : صالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل ، انتهى . قلت : لم أجد أنا أيضا ترجمته فالله سبحانه وتعالى أعلم بحاله . وعن حذيفة رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء . قال المنذري رواه النسائي بإسناد جيد ، وقد ورد في فضيلة الصلاة بين العشائين غير هذه الأحاديث ذكرها الشوكاني في النيل ، وقال بعد ذكرها : الأحاديث المذكورة وإن كان أكثرها ضعيفة فهي منتهضة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية