الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          428 حدثنا أبو بكر محمد بن إسحق البغدادي حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي الشأمي حدثنا الهيثم بن حميد أخبرني العلاء هو ابن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عنبسة بن أبي سفيان قال سمعت أختي أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يقول من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه والقاسم هو ابن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة شأمي وهو صاحب أبي أمامة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق البغدادي ) الصغاني بفتح المهملة ، ثم المعجمة ثقة ثبت ( حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ) بكسر مثناة فوق وقيل بفتحها وكسر نون مشددة فمثناة تحت وسين مهملة ، كذا في المغني . قال الحافظ في الفتح ثقة متقن ( عن القاسم أبي عبد الرحمن ) قد بين ترجمته الترمذي في آخر هذا الباب .

                                                                                                          قوله : ( من حافظ ) أي داوم وواظب قال القاري في المرقاة : ركعتان منها مؤكدة وركعتان مستحبة فالأولى بتسليمتين بخلاف الأولى انتهى ، قلت : فيه ما فيه كما لا يخفى على المتأمل ، وقال الشوكاني في النيل : والحديث يدل على تأكد استحباب أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعده ، وكفى بهذا الترغيب باعثا على ذلك ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( وهو ثقة شامي ) قال المنذري في تلخيص السنن : القاسم هذا اختلف فيه فمنهم [ ص: 415 ] من يضعف روايته ومنهم من يوثقه ، انتهى . قلت : قال الحافظ في التقريب إنه صدوق ، وقال الذهبي في الميزان : وثقه ابن معين من وجوه عنه . وقال الجوزجاني : كان خيارا فاضلا أدرك أربعين من المهاجرين والأنصار . وقال الترمذي : ثقة . وقال يعقوب بن شيبة : منهم من يضعفه ، انتهى . وقال الذهبي قبل هذا : قال الإمام أحمد : روى عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم . وقال ابن حبان : كان القاسم أبو عبد الرحمن يزعم أنه لقي أربعين بدريا . كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات ، وأتى عن الثقات بالمقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية