الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          415 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا مؤمل هو ابن إسمعيل حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحق عن المسيب بن رافع عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر قال أبو عيسى وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حديث حسن صحيح وقد روي عن عنبسة من غير وجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا مؤمل ) بن إسماعيل العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن البصري عن شعبة والثوري وجماعة وعنه أحمد وإسحاق وابن المديني وطائفة ، وثقه ابن معين وقال البخاري منكر [ ص: 387 ] الحديث مات سنة 206 ست ومائتين كذا في الخلاصة : وقال في الميزان : وثقه ابن معين . وقال أبو حاتم : صدوق شديد في السنة كثير الخطأ . وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال أبو زرعة : في حديثه خطأ كثير ، وذكره أبو داود فعظمه ورفع من شأنه ، مات بمكة في رمضان سنة 206 ست ومائتين ( عن أبي إسحاق ) هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي ثقة عابد اختلط بآخرة ( عن المسيب بن رافع ) الأسدي الكاهلي الكوفي ، ثقة من الرابعة ( عن عنبسة بن أبي سفيان ) بن حرب بن أمية القرشي الأموي أخي معاوية يقال له روية . وقال أبو نعيم : اتفق الأئمة على أنه تابعي ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين .

                                                                                                          قوله : ( أربعا قبل الظهر إلخ ) فيه وفي حديث عائشة المتقدم دلالة على أن السنة قبل الظهر أربع ركعات ، وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة . وفي حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر رضي الله عنهما اللذين أشار إليهما الترمذي وذكرنا لفظهما دلالة على أن السنة قبل الظهر ركعتان . قال الحافظ في الفتح : قال الداودي : وقع في حديث ابن عمر أن قبل الظهر ركعتين وفي حديث عائشة أربعا وهو محمول على أن كل واحد منهما وصف ما رأى ، قال ويحتمل أن يكون نسي ابن عمر ركعتين من الأربع . وقال الحافظ : هذا الاحتمال بعيد والأولى أن يحمل على حالين ، فكان تارة يصلي ثنتين وتارة يصلي أربعا ، وقيل هو محمول على أنه كان يقتصر في المسجد على ركعتين ، وفي بيته يصلي أربعا ، ويحتمل أن يكون يصلي إذا كان في بيته ركعتين ، ثم يخرج إلى المسجد فصلى ركعتين فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في بيته ، واطلعت عائشة على الأمرين ، ويقوي الأول ما رواه أحمد وأبو داود في حديث عائشة . كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج . قال أبو جعفر الطبري : الأربع كانت في كثير من أحواله والركعتان في قليلها ، انتهى كلام الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حسن صحيح ) وأخرجه النسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية