الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2260 - وعن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " خمس دعوات يستجاب لهن : دعوة المظلوم حتى ينتصر ، ودعوة الحاج حتى يصدر ، ودعوة المجاهد حتى يقعد ، ودعوة المريض حتى يبرأ ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب " ثم قال : وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ بظهر الغيب " ( رواه البيهقي في الدعوات الكبير ) .

التالي السابق


2260 - وعن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " خمس دعوات يستجاب لهن " مبتدأ وخبره " دعوة المظلوم حتى ينتصر " : أي : إلى أن ينتقم من الظالم بلسانه أو بيده ، لأنه إن انتقم بمثل حقه شرعا ، فقد استوفى ، أو أنقص فواضح ، أولا بمثله شرعا أو بأزيد صار ظالما . قال الطيبي : ( حتى ) في القرائن الأربع . بمعنى ( إلى ) كقولك : سرت حتى تغيب الشمس ؛ لأن ما بعدها غير داخل فيما قبلها . [ ص: 1539 ] ( ودعوة الحاج ) : أي : الحج الأكبر أو الأصغر ( حتى يصدر ) : بضم الدال أي : إلى أن يرجع إلى بلده وأهله ، أو ينصرف ويفرغ عن حجه وعمله ، ( ودعوة المجاهد ) : أي : في سبيل الله ، أو المجتهد في طلب العلم والعمل ، ( حتى يقعد ) : بسكون القاف وضم العين . أي : عن الجهاد أو المجاهدة ، وفي نسخة صحيحة بسكون الفاء وكسر القاف . قال الطيبي : أي : " يفقد " ما يستتب له من مجاهدته ، أي : حتى يفرغ منها اهـ . واستتب له الأمر أي : تهيأ واستقام على ما في الصحاح ، واقتصر ابن حجر على الثاني ، وقال : هو من : فقد يفقد كضرب يضرب أي : إلى أن يجد أهبة جهاده لفراغها ، أو سرقتها ، أو إلى أن يفرغ من جهاده اهـ .

فحينئذ الصحيح الآخر ; إذ الأولان لا يمنعان الإجابة ، بل يقويانها ، وكتب ميرك في هامش المشكاة : حتى يقفل بسكون القاف وضم الفاء بمعنى : يرجع ، ومنه القافلة تفاؤلا ، ورمز عليه بالظاء إشارة إلى أنه الظاهر ، ولا يخفى أنه لا يمكن حمل لفظ الحديث على الظاهر ، سيما والروايتان ثابتتان ، ومعناهما ظاهران ( ودعوة المريض حتى يبرأ ) : أي : يتعافى أو يموت ( ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب ) : أي : في غيبة أخيه المؤمن حتى يلقاه ( ثم قال : وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ ) : أي : لأخيه ( بظهر الغيب ) : لدلالتها على خلوص النية ، وصفاء الطوية ، والبقية لا تخلو دعوتهم عن حظوظهم النفسية وأغراضهم الطبيعية ، ولذا ورد : إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم . ( رواه البيهقي في الدعوات الكبير ) .




الخدمات العلمية