الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          237 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخف الناس صلاة في تمام قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح واسم أبي عوانة وضاح قال أبو عيسى سألت قتيبة قلت أبو عوانة ما اسمه قال وضاح قلت ابن من قال لا أدري كان عبدا لامرأة بالبصرة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من أخف الناس صلاة في تمام ) قال القاضي خفة الصلاة عبارة عن عدم تطويل قراءتها والاقتصار على قصار المفصل وعن ترك الدعوات الطويلة في الانتقالات ، وتمامها عبارة عن الإتيان بجميع الأركان والسنن ، واللبث راكعا وساجدا بقدر ما يسبح ثلاثا انتهى ، قال القاري في المرقاة بعد نقل كلام القاضي هذا وفيه إيهام : أنه ما كان يقرأ أوساط المفصل وطوالها . وقد ثبت قراءته إياها فالمعني بالخفة أنه ما كان يمططها ويمددها في غير مواضعها ، كما يفعله الأئمة المعظمة حتى في مكة المكرمة في زماننا ، فإنهم يمدون في المدات الطبيعية قدر ثلاث ألفات ، ويطولون السكتات في مواضع الوقوفات ويزيدون في عدد التسبيحات انتظارا لفراغ المكبرين المطولين في النغمات ، بل كانت قراءته عليه السلام مجودة محسنة مرتلة مبينة ، من خاصية قراءته اللطيفة أنها كانت خفيفة على النفوس الشريفة ولو كانت طويلة ، لأن الأرواح لا تشبع منها ، والأشباح لا تقنع بها انتهى .

                                                                                                          تنبيه : قال صاحب العرف الشذي الحنفي : ظهور التخفيف إنما يكون في القراءة لا في الركوع والسجود وتعديل الأركان كما هو معلوم من فعل صاحب الشريعة انتهى . قلت : لكن أكثر الحنفية يخالفون فعل صاحب الشريعة هذا فيخففون في الركوع والسجود غاية التخفيف ، حتى يكون سجودهم كنقر الديك ، وأما تعديل الأركان فلا يخففون فيه بل يتركونه رأسا ، فهداهم الله تعالى إلى فعل صاحب الشريعة الذي قال : صلوا كما رأيتموني أصلي .

                                                                                                          قوله : ( وهذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية