[ ص: 357 ] سورة المنافقين
439 - مسألة :
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29687_30554_30563_30569_32352_32360nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7ولكن المنافقين لا يفقهون ثم قال بعده:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ولكن المنافقين لا يعلمون ؟
جوابه:
لما قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لا تنفقوا على من عند رسول الله ختم بأنهم" لا يفقهون " أي: لا يفهمون أن الأرزاق على الله تعالى، وأن منعهم ذلك لا يضرهم؛ لأن الله تعالى يرزقهم إذا منعوهم من جهة أخرى، فلما كان الفكر في ذلك أمرا خفيا يحتاج إلى فكر وفهم، وأن خزائن الله سبحانه مقدورته إذا شاءها قال: (لا يفقهون) .
وأما: (لا يعلمون) : فرد على
عبد الله بن أبي حين قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ليخرجن الأعز منها الأذل لأن ذلك يدل على عدم علمه أن العزة لله وللرسول، يعز من يشاء ويذل من يشاء، فمنه العزة وهو معطيها لمن يشاء، وليس ذلك إلى غيره، وذلك من الأمور الظاهرة لمن عرف الله تعالى، فجهلهم
[ ص: 358 ] بقولهم ذلك مع ظهور دليله.
[ ص: 357 ] سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ
439 - مَسْأَلَةٌ :
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29687_30554_30563_30569_32352_32360nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ثُمَّ قَالَ بَعْدَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ؟
جَوَابُهُ:
لَمَّا قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ خَتَمَ بِأَنَّهُمْ" لَا يَفْقَهُونَ " أَيْ: لَا يَفْهَمُونَ أَنَّ الْأَرْزَاقَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّ مَنْعَهُمْ ذَلِكَ لَا يَضُرُّهُمْ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُهُمْ إِذَا مَنَعُوهُمْ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمَّا كَانَ الْفِكْرُ فِي ذَلِكَ أَمْرًا خَفِيًّا يَحْتَاجُ إِلَى فِكْرٍ وَفَهْمٍ، وَأَنَّ خَزَائِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مَقْدُورَتُهُ إِذَا شَاءَهَا قَالَ: (لَا يَفْقَهُونَ) .
وَأَمَّا: (لَا يَعْلَمُونَ) : فَرَدٌّ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ حِينَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ لِأَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ عِلْمِهِ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ، يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، فَمِنْهُ الْعِزَّةُ وَهُوَ مُعْطِيهَا لِمَنْ يَشَاءُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ، وَذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الظَّاهِرَةِ لِمَنْ عَرَفَ اللَّهَ تَعَالَى، فَجَهَّلَهُمْ
[ ص: 358 ] بِقَوْلِهِمْ ذَلِكَ مَعَ ظُهُورِ دَلِيلِهِ.