الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1587 - رفع نعش هارون إلى السماء ثم نزوله بدعاء موسى - عليه السلام -

                                                                                            4163 - حدثنا محمد بن إسحاق الصفار العدل ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا عمر بن طلحة القناد ، ثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، في خبر ذكره عن أبي مالك ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود ، وعن أناس من [ ص: 464 ] أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن الله أوحى إلى موسى بن عمران إني متوفي هارون ، فأت به جبل كذا وكذا فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجبل ، فإذا هم بشجرة مثلها ببيت مبني ، وإذا هم فيه بسرير عليه فرش ، وإذا فيه ريح طيب ، فلما نظر هارون إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال : يا موسى إني لأحب أن أنام على هذا السرير ، قال له موسى : فنم عليه ، قال : إني أخاف أن يأتي رب هذا البيت فيغضب علي . قال له موسى : لا ترهب أنا أكفيك رب هذا البيت فنم . فقال : يا موسى بل نم معي ، فإن جاء رب هذا البيت غضب علي وعليك جميعا ، فلما ناما أخذ هارون الموت ، فلما وجد حسه ، قال : يا موسى خدعتني ، فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت تلك الشجرة ورفع السرير إلى السماء .

                                                                                            فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل وليس معه هارون قالوا : إن موسى قتل هارون وحسده حب بني إسرائيل له ، وكان هارون آلف عندهم وألين لهم من موسى ، وكان في موسى بعض الغلظ عليهم ، فلما بلغه ذلك قال لهم : ويحكم إنه كان أخي أفتروني أقتله ؟ فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ، ثم دعا الله فنزل بالسرير حتى نظروا إليه بين السماء والأرض فصدقوه .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية