الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2084 حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر الرباطي حدثنا روح بن عبادة حدثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي حدثنا سعيد رجل من أهل الشام أخبرنا ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصاب أحدكم الحمى فإن الحمى قطعة من النار فليطفئها عنه بالماء فليستنقع نهرا جاريا ليستقبل جريته فيقول بسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس فليغتمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس وإن لم يبرأ في خمس فسبع فإن لم يبرأ في سبع فتسع فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله قال أبو عيسى هذا حديث غريب [ ص: 217 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 217 ] قوله : ( حدثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي ) قال في التقريب : مرزوق أبو عبد الله الحمصي نزل البصرة لا بأس به من السادسة ( حدثنا سعيد رجل من أهل الشام ) قال الحافظ في التقريب : سعيد بن زرعة الحمصي الجرار بالجيم ومهملتين ، الخزاف بمعجمة وزاي مستور من الثالثة انتهى ، وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنه مرزوق أبو عبد الله الشامي والحسن بن همام ، قال أبو حاتم : مجهول ، وذكره ابن حبان في الثقات ، له في الترمذي حديث واحد في استقبال الجرية للحمى انتهى .

                                                                                                          قوله : ( إذا أصاب أحدكم الحمى ) أي أخذته ( فإن الحمى قطعة من النار ) أي لشدة ما يلقى المريض فيها من الحرارة الظاهرة والباطنة ، وقال الطيبي : جواب إذا فليعلم أنها كذلك ( فليطفها ) كذا في النسخ الموجودة بحذف الهمزة ، والظاهر أن يكون فليطفئها بإثبات الهمزة ، وكذلك في المشكاة ، وكذا في مسند أحمد ( عنه بالماء ) أي البارد ، قال : ويحتمل أن يكون الجواب فليطفئها ، وقوله : فإن الحمى معترضة ( فليستنقع في نهر جار ) بيان للإطفاء ، قال في القاموس : استنقع في الغدير نزل واغتسل كأنه ثبت فيه ليتبرد انتهى ( فليستقبل جريته ) بكسر الجيم ، قال الطيبي : يقال ما أشد جرية هذا الماء بالكسر ( فيقول ) أي حال الاستقبال ( وصدق رسولك ) أي اجعل قوله هذا صادقا بأن تشفيني ، ذكره الطيبي ( بعد صلاة الصبح ) ظرف ليستنقع وكذا قوله ( قبل طلوع الشمس وليغمس ) بفتح الياء وكسر الميم ( فيه ) أي في النهر أو في مائه ( ثلاث غمسات ) بفتحتين ( ثلاثة أيام ) قال الطيبي : قوله وليغمس بيان لقوله فليستنقع جيء به لتعلق المرات ( فإن لم يبرأ ) بفتح الراء ( في ثلاث ) أي ثلاث غمسات ، أو في ثلاثة أيام ( فخمس ) بالرفع ، قال الطيبي : أي [ ص: 218 ] فالأيام التي ينبغي أن ينغمس فيها خمس أو فالمرات انتهى ( فسبع ) بالرفع كما تقدم آنفا ( فتسع ) كذلك ( فإنها ) أي الحمى ( لا تكاد ) أي تقرب ( تجاوز تسعا ) أي بعد هذا العمل ( بإذن الله ) أي إرادته أو بأمره لها بالذهاب وعدم العود ، وقد تقدم الكلام فيما يتعلق بعلاج الحمى بالماء البارد في باب تبريد الحمى بالماء .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد وابن أبي الدنيا وابن السني وأبو نعيم كذا في المرقاة .




                                                                                                          الخدمات العلمية