الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2053 حدثنا عبد بن حميد أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عباد بن منصور قال سمعت عكرمة يقول كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون فكان اثنان منهم يغلان عليه وعلى أهله وواحد يحجمه ويحجم أهله قال وقال ابن عباس قال نبي الله صلى الله عليه وسلم نعم العبد الحجام يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرج به ما مر على ملإ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لده العباس وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لدني فكلهم أمسكوا فقال لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد غير عمه العباس قال عبد قال النضر اللدود الوجور قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور وفي الباب عن عائشة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فكان اثنان يغلان عليه وعلى أهله ) بضم التحتية وكسر المعجمة من الإغلال أي يعطيان الغلة وهي ما يحصل من أجرة العبد ، قال في القاموس : الغلة الدخلة من كراء دار وأجرة غلام وفائدة أرض انتهى ( ويخف ) من الإخفاف ( الصلب ) أي الظهر ( ويجلو عن البصر ) القذى والرمص ونحو ذلك .

                                                                                                          ( وقال ) أي ابن عباس ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرج به ) أي حين أسري به إلى السماء ( ما مر ) أي هو ( عليك بالحجامة ) أي الزمها لزوما مؤكدا ( إن خير ما تحتجمون فيه ) أي من الأيام ( يوم سبع عشرة ) لفظ يوم مضاف مرفوع على أنه خبر إن ( وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لده العباس ) هذا مخالف لما في حديث عائشة عند الشيخين : لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم ، فما في الصحيحين أصح وأرجح ( فكلهم أمسكوا ) أي أسكتوا ، ففي القاموس : أمسك عن الكلام سكت ( غير عمه العباس ) قيل لأنه كان صائما أو لتكريمه قلت : علة عدم لدود العباس مصرحة في حديث عائشة بقوله : فإنه لم يشهدكم فهي المعتمد عليها ( قال النضر اللدود الوجود ) جعل النضر اللدود والوجود واحدا وفرق بينهما الحافظ كما عرفت وهو الصحيح .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة ) لينظر من أخرجه .

                                                                                                          [ ص: 178 ] قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الحاكم : بتمامه مفرقا في ثلاثة أحاديث ، وقال في كل منهما : صحيح الإسناد ، كذا في الترغيب للمنذري .




                                                                                                          الخدمات العلمية