الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الدواء والحث عليه

                                                                                                          2038 حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى قال نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال دواء إلا داء واحدا قالوا يا رسول الله وما هو قال الهرم قال أبو عيسى وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي خزامة عن أبيه وابن عباس وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( قال قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى ) وفي رواية أبي داود : قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير ، فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من هاهنا وهاهنا فقالوا يا رسول الله أنتداوى ؟ ( قال نعم يا عباد الله تداووا ) فيه إثبات الطب والعلاج ، وأن التداوي مباح غير مكروه ، كما ذهب إليه بعض الناس ، قاله الخطابي ، وقال العيني : فيه إباحة التداوي وجواز الطب وهو رد على الصوفية : أن الولاية لا تتم إلا إذا رضي بجميع ما نزل به من البلاء ، ولا يجوز له مداواته ، وهو خلاف ما أباحه الشارع انتهى .

                                                                                                          ( فإنه لم يضع ) أي لم يخلق ( داء إلا وضع له شفاء [ ص: 160 ] أو دواء ) شك من الراوي ( قال الهرم ) بفتح الهاء والراء أي هو الهرم ، قال الخطابي : جعل الهرم داء وإنما هو ضعف الكبر ، وليس هو من الأدواء التي هي أسقام عارضة للأبدان ، من قبل اختلاف الطبائع وتغير الأمزجة ، وإنما شبهه بالداء لأنه جالب التلف والأدواء التي قد يتعقبها الموت والهلاك انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي خزامة عن أبيه وابن عباس ) أما حديث ابن مسعود فأخرجه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم والطحاوي ص 388 ج 2 وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري بلفظ : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ، وأما حديث أبي خزامة عن أبيه فأخرجه أحمد وابن ماجه ، وأخرجه الترمذي أيضا في باب لا يرد الرقي والدواء من قدر الله شيئا ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطحاوي 386 ج 2 وأبو نعيم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية