الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2037 حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا يونس بن محمد حدثنا فليح بن سليمان عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ولنا دوال معلقة قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي معه يأكل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي مه مه يا علي فإنك ناقه قال فجلس علي والنبي صلى الله عليه وسلم يأكل قالت فجعلت لهم سلقا وشعيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي من هذا فأصب فإنه أوفق لك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح ويروى عن فليح عن أيوب بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر وأبو داود قالا حدثنا فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر الأنصارية قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث يونس بن محمد عن فليح بن سليمان إلا أنه قال أنفع لك وقال محمد بن بشار في حديثه وحدثنيه أيوب بن عبد الرحمن هذا حديث جيد غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن يعقوب بن أبي يعقوب ) المدني ، صدوق من الثالثة ، قوله : ( ولنا دوال معلقة ) جمع دالية وهي العذق من البسر يعلق فإذا أرطب أكل ( مه مه ) أي اكفف وهو اسم فعل ( فإنك ناقه ) قال في القاموس : نقه كفرح ومنع نقها ونقوها صح وفيه ضعف وأفاق فهو ناقه ( فجعلت لهم سلقا وشعيرا ) وفي رواية أبي داود : وصنعت شعيرا وسلقا فجئت به ، والمعنى طبخت لهم سلقا وشعيرا ، والسلق بالكسر بالفارسية جقندر ، يعني من هذا فأصب من الإصابة أي أدرك من هذا أو كل منه .

                                                                                                          [ ص: 158 ] قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود وابن ماجه وسكت عنه أبو داود ، ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره ( لا نعرفه إلا من حديث فليح بن سليمان ) قال المنذري : في قول الترمذي هذا نظر ، فقد رواه غير فليح ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وأبو داود ) هو الطيالسي ( عن أيوب بن عبد الرحمن ) قال في التقريب أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة ، وقيل أيوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة صدوق من السادسة ( عن أم المنذر الأنصارية ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب أم المنذر الأنصارية إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم صلت معه القبلتين وهي التي دخل عليها ومعه علي في قصة الدوالي والسلق والشعير ، روى عنها يعقوب بن أبي يعقوب المدني قال الطبراني : اسمها سلمى بنت قيس ، وقال الترمذي هي أم المنذر بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن غنم بن عدي بن النجار ويقال هي سلمى بنت قيس أخت سليط من بني مازن بن النجار انتهى ، ( وقال محمد بن بشار في حديثه : حدثنيه أيوب بن عبد الرحمن ) في كلام الترمذي هذا نظر ، فتفكر وتأمل .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن يحيى ) هو الإمام الذهلي ( حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ) قال في التقريب : إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة الفروي المدني الأموي مولاهم صدوق ، عف ساء حفظه ، من العاشرة انتهى .

                                                                                                          [ ص: 159 ] قوله : ( إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا ) : أي حفظه من متاع الدنيا ومناصبها أي حال بينه وبين ذلك بأن يبعده عنه ويعسر عليه حصوله ( كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء ) : أي شربه إذا كان يضره ، والأطباء تحمي شرب الماء في أمراض معروفة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن صهيب ) أخرجه ابن ماجه في باب الحمية .

                                                                                                          قو له : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان والحاكم وقال صحيح ، ووهم ابن الجوزي قاله المناوي .

                                                                                                          قوله : ( وقتادة بن النعمان الظفري ) بمعجمة وفاء مفتوحين صحابي شهد بدرا .




                                                                                                          الخدمات العلمية