الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

681 . وإن يكن عن كل راو قطعه أجز بلا ميز بخلط جمعه      682 . مع البيان كحديث الإفك
وجرح بعض مقتض للترك      683 . وحذف واحد من الإسناد
في الصورتين امنع للازدياد

التالي السابق


إذا لم يكن سمع جميع الحديث من شيخ واحد فأكثر ، بل سمع قطعة من الحديث من شيخ ، وقطعة منه من شيخ آخر ، فما زاد ، فإنه يجوز له أن يخلط الحديث ويرويه عنهما ، أو عنهم جميعا ، مع بيان أن عن كل شيخ بعض الحديث من غير تمييز لما سمعه من كل شيخ من الآخر ، كحديث الإفك في الصحيح من رواية الزهري ، حيث قال : [ ص: 16 ] حدثني عروة ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عائشة ، قال : وكل قد حدثني طائفة من حديثها ، ودخل حديث بعضهم في بعض ، وأنا أوعى لحديث بعضهم!! ؟ فذكر الحديث . فإن اتفق في حديث غير هذا أن كان بعض الرواة في مثل هذه الصورة ضعيفا ، فذلك مقتض لطرح جميع الحديث ; لأنه ما من قطعة من الحديث ، إلا وجائز أن تكون عن ذلك الراوي المجروح .

وقولي : ( وحذف ) ، هو مفعول مقدم ، أي : امنع حذف واحد من الإسناد فيما نحن فيه في الصورتين ، في صورة ما إذا كان الراويان ، أو الرواة كلهم ثقات ، وفي صورة ما إذا كان فيهم ضعيف ; لأنك إذا حذفت واحدا من الإسناد ، وأتيت بجميع الحديث ، فقد زدت على بقية الرواة ما ليس من حديثهم ، وإن حذفت بعض الحديث لم يعلم أن ما حذفته هو رواية من حذفت اسمه فيجب ذكر جميع الرواة في الصورتين معا . والله أعلم .




الخدمات العلمية