الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في تعليم النسب

                                                                                                          1979 حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه ومعنى قوله منسأة في الأثر يعني به الزيادة في العمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في تعليم النسب ) قال في القاموس : النسب محركة ، والنسبة بالكسر وبالضم القرابة أو في الآباء خاصة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( عن عبد الملك بن عيسى الثقفي ) ابن عبد الرحمن بن جارية بالجيم التحتانية مقبول من السادسة ( عن يزيد مولى المنبعث ) بضم الميم وسكون النون وفتح الموحدة وكسر المهملة بعدها مثلثة مدني صدوق من الثالثة

                                                                                                          قوله : ( تعلموا من أنسابكم ) أي من أسماء آبائكم وأجدادكم وأعمامكم وأخوالكم وسائر أقاربكم ( ما ) أي قدر ما ( تصلون به أرحامكم ) فيه دلالة على أن الصلة تتعلق بذوي الأرحام كلها لا بالوالدين فقط كما ذهب إليه البعض ، والمعنى تعرفوا أقاربكم من ذوي الأرحام ليمكنكم صلة الرحم وهي التقرب لديهم والشفقة عليهم والإحسان إليهم ، فتعلم النسب مندوب ( فإن صلة الرحم محبة ) بفتحات وتشديد موحدة مفعلة من الحب ، مصدر المبني للمفعول ، قال القاري : وفي [ ص: 97 ] نسخة يعني من المشكاة بكسر الحاء أي مظنة للحب وسبب للود ( في الأهل ) أي في أهل الرحم ( مثراة في المال ) بفتح الميم وسكون المثلثة ، وفي النهاية : هي مفتعلة من الثرى وهو الكثرة أي سبب لكثرة المال وهو خبر ثان ( منسأة ) بفتح الهمزة مفعلة من النساء وهو التأخير ( في الأثر ) بفتحتين أي الأجل ، والمعنى أنها سبب لتأخير الأجل وموجب لزيادة العمر ، وقيل باعث دوام واستمرار في النسل ، والمعنى أن يمن الصلة يفضي إلى ذلك ، وقال في اللمعات : والمراد بتأخير الأجل بالصلة إما حصول البركة والتوفيق في العمل وعدم ضياع العمر فكأنه زاد ، أو بمعنى أنه سبب لبقاء ذكره الجميل بعده ، أو وجود الذرية الصالحة ، والتحقيق أنها سبب لزيادة العمر كسائر أسباب العالم ، فمن أراد الله تعالى زيادة عمره وفقه لصلة الأرحام ، والزيادة إنما هو بحسب الظاهر بالنسبة إلى الخلق ، وأما في علم الله فلا زيادة ولا نقصان ، وهو وجه الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم : جف القلم بما هو كائن ، وقوله تعالى : يمحو الله ما يشاء ويثبت نتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد في مسنده والحاكم وقال صحيح .




                                                                                                          الخدمات العلمية