الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1926 حدثنا محمد بن بشار حدثنا صفوان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ثلاث مرار قالوا يا رسول الله لمن قال لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن ابن عمر وتميم الداري وجرير وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه وثوبان

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( الدين النصيحة ) أي عماد الدين وقوامه هو النصيحة ( ثلاث مرار ) أي ذكرها ثلاثا للتأكيد بها والاهتمام بشأنها ( قالوا ) أي الصحابة رضي الله عنهم ( لمن ؟ ) أي النصيحة لمن ( قال : لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ) قال الجزري في النهاية : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها ، وأصل النصح في اللغة الخلوص ، ويقال نصحته ونصحت له ، ومعنى نصيحة الله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ، ونصيحة رسوله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ونصيحة الأئمة أن يطيعهم [ ص: 45 ] في الحق ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم انتهى ، وقد بسط النووي في شرح هذا الحديث في شرح مسلم بسطا حسنا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه مسلم من حديث تميم الداري .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر وتميم الداري وجرير وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه وثوبان ) أما حديث ابن عمر فأخرجه البزار ، وأما حديث تميم الداري فأخرجه مسلم والنسائي وأبو داود ، وأما حديث جرير فأخرجه الترمذي في هذا الباب ، وأما حديث حكيم بن أبي يزيد عن أبيه فلينظر من أخرجه ، وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في الأوسط .




                                                                                                          الخدمات العلمية