الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسين بن سفيان ، ثنا حبيب بن موسى ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا مالك بن أنس ، عن وهب بن كيسان ، قال : كتب إلي عبد الله بن الزبير بموعظة ، أما بعد فإن لأهل التقوى علامات يعرفون بها ، ويعرفونها من أنفسهم ، من صبر على البلاء ، ورضى بالقضاء ، وشكر النعماء ، وذل لحكم القرآن ، وإنما الإمام كالسوق ما نفق فيها حمل إليها ، إن نفق الحق عنده حمل إليه وجاءه أهل الحق ، وإن نفق الباطل عنده جاءه أهل الباطل ونفق عنده .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، قال : حدثني محمد بن الحسين الوادعي ، قال : ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : ثنا معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، قال : ما رأيت عبد الله بن الزبير يعطي سلمه رجلا قط لرغبة ولا لرهبة سلطانا ولا غيره .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، قال : حدثني محمد بن الحسين الوادعي قال : ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، قال : كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير يقولون له : يا ابن ذات النطاقين ، قالت له أسماء : يا بني إنهم ليعيرونك بالنطاقين ، وإنما كان نطاق شققته بنصفين فجعلت في سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما ، وأوكيت قربته بالآخر . قال : فكانوا بعد إذا عيروه بالنطاقين ، يقول : إنها ورب الكعبة :


              وتلك شكاة ظاهر عنك عارها



              حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا إبراهيم [ ص: 337 ] بن بشار ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن ابن الزبير ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) قال الزبير : يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب . قال : نعم ، حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن ابن الزبير ، قال : لما نزلت : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال الزبير : يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه . وإنما هما الأسودان الماء والتمر ، قال : أما إن ذلك سيكون .

              حدثنا سليمان ، ثنا فضيل بن محمد الملطي ، وأبو زرعة الدمشقي . قالا : ثنا أبو نعيم ، ثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري ، قال : سمعت ابن الزبير يقول في خطبته على منبر مكة : يا أيها الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لو أن ابن آدم أعطي واديا من ذهب أحب إليه ثانيا ، ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية