الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1669 حدثنا زياد بن أيوب حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا الوليد بن جميل الفلسطيني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة من دموع في خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله قال هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا الوليد بن جميل ) الفلسطيني أبو الحجاج صدوق يخطئ من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( قطرة دموع ) بجرها على البدل ويجوز رفعها ونصبها أي قطرة بكاء حاصلة ( من خشية الله ) أي من شدة خوفه وعظمته المورثة لمحبته ( قطرة دم تهراق ) بصيغة المجهول وسكون الهاء ويفتح وهو بصيغة التأنيث على أنه صفة قطرة ( في سبيل الله ) وهو بعمومه يشمل الجهاد وغيره من سبيل الخير ، ولعل وجه إفراد الدم وجمع الدموع أن الدمع غالبا يتقاطر ويتكاثر بخلاف الدم . وقال الطيبي : المراد بقطرة الدموع قطراتها فلما أضيفت إلى الجمع أفردت ثقة بذهن السامع ، وفي إفراد الدم وجمع الدموع إيذان بتفضيل إهراق الدم في سبيل الله على ، تقاطر الدمع بكاء انتهى . ولما [ ص: 254 ] كان ما سبق في قوة قوله : فأما القطرتان فكذا وكذا عطف عليه وقال ( أما الأثران فأثر في سبيل الله ) كخطوة أو غبار أو جراحة في الجهاد أو سواد حبر في طلب العلم ( وأثر في فريضة من فرائض الله ) كإشقاق اليد والرجل من أثر الوضوء في البرد وبقاء بلل الوضوء ، واحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها ، وخلوف فمه في الصوم واغبرار قدمه في الحج .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الضياء المقدسي .




                                                                                                          الخدمات العلمية