الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قنا ) ( س ) في صفته عليه الصلاة والسلام : كان أقنى العرنين القنا في الأنف : طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه ، والعرنين : الأنف .

                                                          ومنه الحديث : يملك رجل أقنى الأنف يقال : رجل أقنى وامرأة قنواء .

                                                          ومنه قصيد كعب :


                                                          قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيل

                                                          وفيه : أنه خرج فرأى أقناء معلقة ، قنو منها حشف القنو : العذق بما فيه من الرطب ، وجمعه : أقناء ، وقد تكرر في الحديث .

                                                          [ ص: 117 ] ( س ) وفيه : إذا أحب الله عبدا اقتناه فلم يترك له مالا ولا ولدا أي : اتخذه واصطفاه . يقال : قناه يقنوه ، واقتناه إذا اتخذه لنفسه دون البيع .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " فاقنوهم " أي : علموهم واجعلوا لهم قنية من العلم ، يستغنون به إذا احتاجوا إليه .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " أنه نهى عن ذبح قني الغنم " قال أبو موسى : هي التي تقتنى للدر والولد ، واحدتها : قنوة ، بالضم والكسر ، وبالياء أيضا ، يقال : هي غنم قنوة وقنية .

                                                          وقال الزمخشري : " القني والقنية : ما اقتني من شاة أو ناقة " فجعله واحدا ، كأنه فعيل بمعنى مفعول ، وهو الصحيح ، يقال : قنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة ، وقنيت أيضا قنية وقنية : إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة ، والشاة قنية ، فإن كان جعل القني جنسا للقنية فيجوز ، وأما فعلة وفعلة فلم يجمعا على فعيل .

                                                          ومنه حديث عمر : " لو شئت أمرت بقنية سمينة فألقي عنها شعرها "

                                                          وفيه : فيما سقت السماء والقني العشور القني : جمع قناة ، وهي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ويسيح على وجه الأرض .

                                                          وهذا الجمع أيضا إنما يصح إذا جمعت القناة على قنا ، وجمع القنا على : قني ، فيكون جمع الجمع ، فإن فعلة لم تجمع على فعول .

                                                          قال الجوهري : " القنا : جمع قناة ، وهي الرمح ، ويجمع على قنوات وقني . وكذلك القناة التي تحفر " .

                                                          ومنه الحديث : " فنزلنا بقناة " وهو واد من أودية المدينة ، عليه حرث ومال وزرع ، وقد يقال فيه : وادي قناة ، وهو غير مصروف .

                                                          وفي حديث أنس عن أبي بكر وصبغه : " فغلفها بالحناء والكتم حتى قنا لونها " أي : احمر ، يقال : قنا لونها يقنو قنوا وهو أحمر قان .

                                                          [ ص: 118 ] ( س ) وفي حديث وابصة : والإثم ما حك في صدرك وإن أقناك الناس عنه وأقنوك أي : أرضوك .

                                                          وحكى أبو موسى أن الزمخشري قال ذلك ، وأن المحفوظ بالفاء والتاء ؛ أي : من الفتيا .

                                                          والذي رأيته أنا في " الفائق " في باب الحاء والكاف : " أفتوك " بالفاء ، وفسره بأرضوك . وجعل الفتيا إرضاء من المفتي .

                                                          على أنه قد جاء عن أبي زيد أن القنا : الرضا ، وأقناه إذا أرضاه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية