الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أبر ) ( هـ ) فيه : خير المال مهرة مأمورة ، وسكة مأبورة السكة : الطريقة المصطفة من النخل ، والمأبورة الملقحة ، يقال : أبرت النخلة وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة ، والاسم الإبار . وقيل السكة : سكة الحرث ، والمأبورة المصلحة له ، أراد : خير المال نتاج أو زرع .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع .

                                                          * ومنه حديث علي بن أبي طالب في دعائه على الخوارج : " أصابكم حاصب ولا بقى منكم آبر " [ ص: 14 ] أي رجل يقوم بتأبير النخل وإصلاحها ، فهو اسم فاعل من أبر المخففة ، ويروى بالثاء المثلثة ، وسيذكر في موضعه . ومنه قول مالك بن أنس : " يشترط صاحب الأرض على المساقي كذا وكذا وإبار النخل " .

                                                          ( س ) وفي حديث أسماء بنت عميس : " قيل لعلي : ألا تتزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : مالي صفراء ولا بيضاء ، ولست بمأبور في ديني فيورى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ، إني لأول من أسلم " المأبور : من أبرته العقرب : أي لسعته بإبرتها ، يعني : لست غير الصحيح الدين ، ولا المتهم في الإسلام فيتألفني عليه بتزويجها إياي . ويروى بالثاء المثلثة ، وسيذكر . ولو روي : لست بمأبون بالنون - أي متهم لكان وجها .

                                                          ( س ) ومنه حديث مالك ( بن دينار ) : " مثل المؤمن مثل الشاة المأبورة " أي التي أكلت الأبرة في علفها فنشبت في جوفها ، فهي لا تأكل شيئا ، وإن أكلت لم ينجع فيها .

                                                          ( س ) ومنه حديث علي : " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه ، وأشار إلى لحيته ورأسه " فقال الناس : لو عرفناه أبرنا عترته : أي أهلكناه ، وهو من أبرت الكلب إذا أطعمته الإبرة في الخبز ، هكذا أخرجه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في حرف الهمزة ، وعاد أخرجه في حرف الباء ، وجعله من البوار : الهلاك ، فالهمزة في الأول أصلية ، وفي الثاني زائدة ، وسيجيء في موضعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية