الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ضمن ) ( هـ ) في كتابه لأكيدر : " ولكم الضامنة من النخل " . هو ما كان داخلا [ ص: 102 ] في العمارة وتضمنته أمصارهم وقراهم . وقيل : سميت ضامنة ; لأن أربابها ضمنوا عمارتها وحفظها ، فهي ذات ضمان ، كعيشة راضية . أي : ذات رضا ، أو مرضية .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : من مات في سبيل الله فهو ضامن على الله أن يدخله الجنة . أي : ذو ضمان ، لقوله تعالى : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله . هكذا أخرجه الهروي والزمخشري من كلام علي . والحديث مرفوع في الصحاح عن أبي هريرة بمعناه .

                                                          فمن طرقه : تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسلي ، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة .

                                                          ( هـ ) وفيه : أنه نهى عن بيع المضامين والملاقيح . المضامين : ما في أصلاب الفحول ، وهي جمع مضمون . يقال : ضمن الشيء ، بمعنى تضمنه .

                                                          * ومنه قولهم : " مضمون الكتاب كذا وكذا " والملاقيح : جمع ملقوح ، وهو ما في بطن الناقة . وفسرهما مالك في الموطأ بالعكس ، وحكاه الأزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب . وحكاه أيضا عن ثعلب عن ابن الأعرابي . قال : إذا كان في بطن الناقة حمل فهو ضامن ومضمان ، وهن ضوامن ومضامين . والذي في بطنها ملقوح وملقوحة .

                                                          ( هـ ) وفيه : " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن " . أراد بالضمان هاهنا الحفظ والرعاية ، لا ضمان الغرامة ; لأنه يحفظ على القوم صلاتهم . وقيل : إن صلاة المقتدين به في عهدته ، وصحتها مقرونة بصحة صلاته ، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عكرمة : " لا تشتر لبن البقر والغنم مضمنا ، ولكن اشتره كيلا مسمى " . أي : لا تشتره وهو في الضرع ; لأنه في ضمنه .

                                                          [ ص: 103 ] ( هـ ) وفي حديث ابن عمر : " من اكتتب ضمنا بعثه الله ضمنا يوم القيامة " . الضمن : الذي به ضمانة في جسده ، من زمانة ، أو كسر ، أو بلاء . والاسم الضمن ، بفتح الميم . والضمان والضمانة : الزمانة . المعنى : من كتب نفسه في ديوان الزمنى ليعذر عن الجهاد ولا زمانة به ، بعثه الله يوم القيامة زمنا . ومعنى اكتتب . أي : سأل أن يكتب في جملة المعذورين . وبعضهم أخرجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص .

                                                          ومنه حديث ابن عمير : " معبوطة غير ضمنة " . أي : أنها ذبحت لغير علة .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " أنه كان لعامر بن ربيعة ابن أصابته رمية يوم الطائف فضمن منها " . أي : زمن .

                                                          * ومنه الحديث : " أنهم كانوا يدفعون المفاتيح إلى ضمناهم ، ويقولون إن احتجتم فكلوا " . الضمنى : الزمنى ، جمع ضمن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية