الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    183 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: وطبع على قلوبهم وقال بعده: وطبع الله على قلوبهم ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن الأولى صدرت بما لم يسم فاعله في قوله تعالى: وإذا أنزلت سورة أن آمنوا [ ص: 198 ] مع العلم بالفاعل، فختمت كذلك مناسبة بين صدر الكلام وختمه.

                                                                                                                                                                    والثانية: جاءت بعد بسط الكلام في عذر المعذورين، فناسب البسط في توبيخ مخالفيهم، والتوكيد فيه بتصريح اسم الفاعل، ولذلك صدر الآية بـ(إنما) الحاصرة للسبيل عليهم.

                                                                                                                                                                    وأما ختم الأولى بـ (لا يفقهون) والثانية بـ (لا يعلمون):

                                                                                                                                                                    أما الأولى فلأنهم لو فهموا ما في جهادهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأجر لما رضوا بالقعود ولا استأذنوا عليه.

                                                                                                                                                                    والثانية: جاءت بعد ذكر الباكين لفوات صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلمهم بما في صحبته من الفوز والمنزلة عند الله تعالى، فلو علم المستأذنون ما علمه الباكون لما رضوا بالقعود، لكنهم لا يعلمون.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية