الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ذرا ) * فيه إن الله خلق في الجنة ريحا من دونها باب مغلق لو فتح ذلك الباب لأذرت ما بين السماء والأرض وفي رواية لذرت الدنيا وما فيها يقال : ذرته الريح وأذرته تذروه ، وتذريه : إذا أطارته . ومنه تذرية الطعام .

                                                          * ومنه الحديث أن رجلا قال لأولاده إذا مت فأحرقوني ثم ذروني في الريح .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي يذرو الرواية ذرو الريح الهشيم أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبت ( س ) وفيه أول الثلاثة يدخلون النار منهم ذو ذروة لا يعطي حق الله من ماله . أي ذو ثروة وهي الجدة والمال ، وهو من باب الاعتقاب لاشتراكهما في المخرج .

                                                          * وفي حديث أبي موسى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبل غر الذرى أي بيض الأسنمة سمانها . والذرى : جمع ذروة وهي أعلى سنام البعير . وذروة كل شيء أعلاه .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : على ذروة كل بعير شيطان .

                                                          * وحديث الزبير سأل عائشة الخروج إلى البصرة فأبت عليه ، فما زال يفتل في الذروة [ ص: 160 ] والغارب حتى أجابته . جعل فتل وبر ذروة البعير وغاربه مثلا لإزالتها عن رأيها ، كما يفعل بالجمل النفور إذا أريد تأنيسه وإزالة نفاره .

                                                          ( س ) وفي حديث سليمان بن صرد قال : بلغني عن علي ذرو من قول تشذر لي فيه بالوعيد الذرو من الحديث : ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه . من قولهم : ذرا إلي فلان : أي ارتفع وقصد . ( س ) ومنه حديث أبي الزناد كان يقول لابنه عبد الرحمن : كيف حديث كذا ؟ يريد أن يذري منه أي يرفع من قدره وينوه بذكره .

                                                          * ومنه قول رؤبة :

                                                          عمدا أذري حسبي أن يشتما

                                                          أي أرفعه عن الشتيمة .

                                                          * وفي حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ببئر ذروان بفتح الذال وسكون الراء ، وهي بئر لبني زريق بالمدينة ، فأما بتقديم الواو على الراء فهو موضع بين قديد والجحفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية