الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 354 ] ذكر خبر يصرح بالنسخ

أخبرني أبو الفضل محمد بن بنيمان بن يوسف ، أخبرنا أبو منصور سعد بن علي العجلي ، أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله ، أخبرنا علي بن عمر بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا عبد الله بن المثنى ، عن ثابت البناني ، عن أنس قال : أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم ، فمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أفطر هذان . ثم رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم ، وكان أنس يحتجم وهو صائم ، قال الدارقطني : كلهم ثقات ، ولا أعلم له علة .

قال : وإسناد الحديثين جميعا مشتبه ، وحديث ابن عباس أمثلهما إسنادا ، فإن توقى رجل الحجامة كان أحب إلي احتياطا ، ولئلا يعرض صومه يعني للضعف ، قال : والذي أحفظ عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين وعامة المدنيين أنه لا يفطر أحدنا بالحجامة .

وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى ما قاله الشافعي ، فممن يروينا عنه ذلك من الصحابة : سعد بن أبي وقاص ، والحسين بن علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وزيد بن الأرقم ، وابن عمر ، وأنس ، وعائشة ، وأم سلمة ، ومن التابعين : الشعبي ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد ، وعطاء بن يسار ، وزيد بن أسلم ، وعكرمة ، وأبو العالية ، وإبراهيم ، وسفيان ، ومالك ، والشافعي وأصحابه إلا ابن المنذر .

التالي السابق


الخدمات العلمية