الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      فصل المزني وأبو ثور وأبو بكر بن المنذر أئمة مجتهدون ، وهم منسوبون إلى الشافعي ، فأما المزني وأبو ثور فصاحبان للشافعي حقيقة ، وابن المنذر متأخر عنهما ، وقد صرح في المهذب في مواضع كثيرة بأن الثلاثة من أصحابنا ، أصحاب الوجوه ، وجعل أقوالهم وجوها في المذهب ، وتارة يشير إلى أنها ليست وجوها ، ولكن الأول ظاهر إيراده إياها ، فإن عادته في المهذب أن لا يذكر أحدا من الأئمة أصحاب المذاهب غير أصحابنا إلا نحو قوله : يستحب كذا للخروج من خلاف مجاهد ، أو عمر بن عبد العزيز ، أو الزهري ، أو مالك ، وأبي حنيفة ، وأحمد ، وشبه ذلك ، ويذكر قول أبي ثور والمزني وابن المنذر ذكر الوجوه ، ويستدل له ويجيب عنه ، وقد قال إمام الحرمين في باب ما ينقض الوضوء من النهاية : إذا انفرد المزني برأي فهو صاحب مذهب ، وإذا خرج للشافعي قولا فتخريجه أولى من تخريج غيره ، وهو ملتحق بالمذهب لا محالة ، وهذا الذي قاله الإمام : حسن لا شك أنه متعين .

                                      [ ص: 116 ] فرع : إن استغرب من لا أنس له بالمذهب الموضع الذي صرح صاحب المهذب فيه : بأن أبا ثور وابن المنذر من أصحابنا ، دللناه وقلنا : ذكر في أول الغصب في مسألة من رد المغصوب ناقص القيمة دون العين : أن أبا ثور من أصحابنا ، وذكر نحوه ابن المنذر في صفة الصلاة في آخر فصل : ثم يسجد سجدة أخرى .

                                      التالي السابق


                                      الخدمات العلمية