الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      تقديم

      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين.

      وبعد:

      فهذا "كتاب الأمة" السبعون بعد المائة: "حوار حول التراث والحداثة"، للأستاذ الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائي، في سلسلة "كتاب الأمة"، الذي يصدر عن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في وزارة الأوقـاف والشـؤون الإسـلامية بدولـة قطر، مساهمة في إعادة الشخصية المسلمة، في ضوء هدايات الوحي، ووفق قيمه المعصومة، واستهداء بسلوك الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم واقتفاء بحياة الأصحاب في القرون المشهود لها بالخيرية والعدالة، ومواجهة صور الغلو في الدين، والانحراف بقيمه، والاعوجاج بفهمه، والتشويه المتعمد وغير المتعمد لتنزيله على الواقع بفقه قليل وعقل عليل. [ ص: 5 ]

      وتجيء هذه الدراسة لبيان أن "الثقافة العربية في حاجة إلى إعادة تأسيس، بحيث يجعل قضاياها تلتئم ضمن (رؤية نقدية) تنزع عنها (طابعها الإشكالي)، الطابع الذي لا يسمح بالتفكير في أية قضية منها إلا من خلال منظومتين مرجعيتين مختلفتين.. إن الوعي بأبعاد هذه المسألة سيجعل من (دعوة الحداثة)، التي تنشدها المجتمعات العربية، عملية لتأكيد حضور واع في الحضارة المعاصرة، وليست دعوة (للاستلاب أو الانكفاء على الذات)، نحن لا نرى بأسا في ذلك، فقد قام أجدادنا بتأسيس علومهم عندما اصطدموا بالنموذج اليوناني، فأعادوا تقنين (اللغة والشريعة والأدب ومختلف المعارف)، التي بحوزتهم، وفق الشروط، التي تحفظ لهم كيانهم وهويتهم، وعلينا أن نقوم بالعمل نفسه، إذا أردنا أن نحفظ ذاتنا من زحف النموذج الحضاري الغربي، ولكن مع الفارق، الذي يراعي (خصوصية) الظرف، الذي يفصلنا عنهم، إننا نعيش اليوم مرحلة تراجع حضاري، بخلاف ما كان عليه أجدادنا من مد وانطلاق".

      والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

      إدارة البحوث والدراسات الإسلامية [ ص: 6 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية