خلاصة الفتوى:
لا يجوز الاقتراض بالربا لأجل إقامة المشروع المذكور، فعليك بالصبر وأبشري بالفرج القريب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يجزيك خيراً على صبرك على تربية بناتك وابنك، وأبشري بحسن الثواب وعظم الجزاء، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار. وروى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة، وجمع بين أصبعية السبابة والوسطى، امرأة ذات منصب وجمال آمت من زوجها حبست نفسها على أيتامها حتى بانوا أو ماتوا. وروى الطبراني في الكبير والخرائطي واللفظ له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا وامرأة ذات منصب وجمال حبست نفسها على بناتها حتى بانوا أو ماتوا في الجنة كهاتين. وراجعي للمزيد حول ذلك الفتوى رقم: 57305.
واعلمي بارك الله فيك أنه لا يجوز أخذ قرض ربوي من البنك لأجل إقامة هذا المشروع لأن ذلك ليس ضرورة تبيح ارتكاب الحرام، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {البقرة:278-279}.
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم.
فعليك بالصبر ومحاولة تلمس أسباب الرزق الحلال، وثقي بالفرج القريب، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
وروى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله تبارك وتعالى إلا أعطاك الله خيراً منه.
والله أعلم.