الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة رواه الديلمي في الفردوس، وهو من الكتب التي يغلب عليها الضعف، ولكنه ثبت في الحديث: إن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما. رواه الترمذي وحسنه الألباني. وتعلم العلم وتعليمه في سبيل الله.
وفي الحديث: من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. رواه الترمذي والضياء وحسنه الألباني.
واما حديث: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. فقد أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وأما حديث: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. فقد أخرجه جماعة من المحدثين وحكم عليه بعض النقاد بالضعف منهم الشوكاني والبيروتي وحكم عليه الألباني بالوضع.
وأما حديث: أفضل العبادة الفقه. فقد رواه الطبراني وقال الهيثمي فيه محمد بن أبي ليلى ضعفوه لسوء حفظه وضعفه الألباني.
وأما حديث: كلا المجسلين إلى خير. فقد رواه البزار والطيالسي وابن المبارك والحارث. ومدار أسانيدهم كلها على عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع وكلاهما ضعيف.
وأما حديث: يسير الفقه خير من كثير العبادة. فقد أخرجه الطبراني .
وقال فيه الهيتمي: فيه خارجة بن الصعب وهو ضعيف جدا.
وأما قول أبي ذر وأبي هريرة في فضل تعلم باب على ألف ركعة تطوع فقد قال فيه الألباني: ضعيف جدا.
ومثله: إذا جاء الموت لطالب العلم..
وأما قول أبي الدرداء: مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة. فلم نجده بهذا اللفظ، وقد ذكر الألباني في ظلال الجنة أنه روى ابن المبارك عنه أنه كان يقول: تفكر ساعة خير من قيام ليلة. وقال الألباني: قال يحيى بن صاعد: تفرد به ابن المبارك غريب الإسناد صحيح.
وصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود. رواه ابن حبان وصححه الألباني.
وأما ما لم نتكلم عليه من آثار الصحابة فلم نجده.
وأما ما نسب إلى التابعين فمن بعدهم فلا يسمى حديثا وإنما يسمى المعزو للتابعين مقطوعا وهو من أقسام الضعيف، ومن بعد التابعين حاله أشد فهو لا يعدو إن صح أن يكون حكمة من أحد علماء السلف.
وأما العلم إذا أطلق في الحديث وكلام السلف الأول فيعنى به علم الشرع.
وأما العلوم التي يستفاد منها في أمور الدنيا فيؤجر صاحبها إذا تعلمها ليخدم بها نفسه وأمته.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 48284، 54742، 75780.
والله أعلم.