الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعن سؤالك الأول فإننا لا نرى أن عليك ذنباً في عدم إخبار المدير بأن إدارتكم تريد ترقيتك إلى رتبة فوق رتبته، ولا أن ذلك يعتبر خيانة، لأن من حق كل امرئ أن يكتم أموره استعانة على قضائها، فقد ورد في الخبر أن كتمان الأمور معين على قضاء الحوائج، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني.
وحول سؤالك الثاني فإنه لا يجوز السعي في إلحاق الضرر بأي شخص، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. ومع ذلك فإن إظهار كفاءتك إذا كنت تعني به إتقان عملك فإن ذلك هو المطلوب منك شرعاً. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. أخرجه أبو يعلى والطبراني. ثم إن من أتقن عمله وأخلص فيه كان قمينا بالتقدير والاحترام من الجهات التي يعمل عندها، وليس عليه لوم في ذلك.
وأما عن سؤالك الأخير فإن الشرع الحنيف يوصي بالعفو والإصلاح ويثيب على ذلك مع أنه يجيز للمظلوم أن ينتقم ممن ظلمه بشرط أن لا يتجاوز قدر مظلمته، قال الله تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، وقال تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:40-41-42-43}.
وعليه، فننصحك بالعفو عنهم فيما مضى من سعيهم في إيذائك، ولن تزال معاناً من الله تعالى إن فعلت ذلك ابتغاء وجهه، وأما في المستقبل فاتق أذاهم وادفعه عنك بما ليس فيه ظلم لهم ولا تجن عليهم، وأن تتقي الله في ذلك.
والله أعلم.