الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك الدخول في هذه القرعة أصلاً لما يترتب على ذلك من المحاذير الشرعية، ومنها وضع المال في البنك الربوي الذي يتاجر فيه بالربا في المدة المذكورة، ولو قدر أنك دخلت فلا تأخذ شيئاً زيادة على رأس مالك الذي دفعته، وعليك التوبة إلى الله تعالى والعزم على عدم العودة لمثل هذا وسيغنيك الله من فضله، وتأمل الحديث الشريف الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس -يعني جبريل- نفث في روعي إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم في الحلية وصححه الحاكم. وفي الحديث الآخر: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط.
وقبل ذلك تأمل قول الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}، فثق بهذا المعنى الرباني ودع مثل هذه المعاملات المشؤومة، اللهم إلا إذا كنت لا تملك ما تسكن فيه ولم تجد طريقاً للحصول على السكن إلا بهذه الطريقة فلك والحالة هذه أن تشارك في القرعة من باب دفع الضرورة، وإذا ردت إليك الفوائد في حالة عدم الحصول على الأرض فخذ هذه الفوائد واصرفها في مصارف المال العام.
والله أعلم.