خلاصة الفتوى:
إن كلمة (الشارع) ليست من أسماء الله تعالى ولا من أسماء رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما هي صفة لمن سن الشرع أو من يحق له وضع الشرائع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله عز هو المشرع وهو سبحانه وتعالى الذي يحق له وضع الشرائع لخلقه، كما قال الله تعالى: أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {الأعراف:54}، وقال تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ {الأنعام:57}، وقال تعالى: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ... {الشورى:13}، فالله تعالى هو المشرع في محكم كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا {الحشر:7}، ومن هنا فإن كلمة الشارع تأتي دائماً على ألسنة العلماء أو في نصوصهم ويراد بها المشرع وهو الله عز وجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم باعتبار أنه صلى الله عليه وسلم هو المبين لما شرعه الله لعباده، وليس القصد منها أنها اسم من أسماء الله أو أسماء الرسول لأن أسماء الله وأسماء رسوله توقيفية ولم يرد في شيء منها هذا الاسم.
والله أعلم.