خلاصة الفتوى:
لا بأس بتذكر نعيم الجنة في الصلاة ولاسيما إذا كان يعين على الخشوع والإخلاص.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تذكر نعيم الجنة يعتبر من التفكر في أمور الآخرة، والتفكر في أمور الآخرة جائز في الصلاة بل هو من الأمور التي تعين على الخشوع فيها، ففي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي أيوب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: علمني وأوجز، قال: إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه، وأجمع اليأس عما في أيدي الناس. والحديث حسنه الألباني.
وقال الخرشي في حاشيته على مختصر خليل في الفقه المالكي: والحاصل كما ظهر لي أن التفكر في الأخروي لا يكره سواء كان متعلقا بالصلاة أم لا. انتهى.
وقد أمر الله عز وجل بإقامة الصلاة فقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ {البقرة: 43}، ومعنى إقامتها هو إقامتها ظاهراً وباطناً. فإقامتها ظاهراً بإتمام شروطها وأركانها وواجباتها. وإقامتها باطناً بالخشوع وهو استحضار القلب فيها، والخشوع هو لُبُّ الصلاة وروحها، وليس للإنسان من صلاته إلا ما عَقِلَ منها.
قال ابن القيم: وهذا بإجماع السلف أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها وحضره بقلبه. اهـ من بدائع الفوائد.
وإن مما يعين على حضور القلب وملازمة الخشوع أن يستشعر الإنسان بقلبه أن الله أكبر من كل ما يخطر بالبال، فإذا استشعر ذلك استحيى أن يُشغل قلبه في الصلاة بغيره .
والله أعلم.