الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن اللواط من أكبر الكبائر وأقبح الفواحش ولهذا شدد الإسلام في عقوبته فجعلها القتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه أبو داود والترمذي... وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: ملعون من عمل عمل قوم لوط. رواه أحمد وغيره، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 42914.
وكان عليك أن تنصح والدك على انفراد وتبين له خطورة هذه الجريمة في الدنيا والآخرة وشؤمها عليه شخصياً وعلى سمعة العائلة كلها، والذي عليك الآن ألا تيأس من نصحه لعل الله تعالى أن يهديه على يديك فتنال بذلك خيري الدنيا والآخرة، ويمكن أن تستعين عليه بمن يمكن أن يؤثر عليه من الصالحين، وأن تبين له الأحاديث الواردة في عقوبة مرتكب هذه الفاحشة، وتستعمل كل وسيلة مشروعة تراها مناسبة وخاصة الدعاء له في أوقات الإجابة.
ومع ذلك فحق الأبوة من البر والإحسان والطاعة بالمعروف يبقى ثابتاً له على كل حال، فقد أوصى الله عز وجل بالوالدين ولو كانا مشركين، فقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {العنكبوت:8}.
والله أعلم.