الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيمكن محاجة من ذكرت ممن يعتقد في السماء أو غيرها من المخلوقات بأنه مطالب بإثبات صفات الألوهية والربوبية لها، وما الفرق بينها وبين غيرها من الجمادات والمخلوقات كالأرض والجبال، فإن كان دليله مجرد نزول الغيث الذي ينتفع به العباد والبلاد فكل المخلوقات لها منافع وخصائص ليست لغيرها، وذلك دليل على أنها مخلوقة ومسخرة، هذا مع أن ما ذكره من المطر والرعد والبرق ليس من السماء ذاتها وإنما هو من جهتها فحسب، وذلك ثابت علميا، كما أن السماء لم تكن موجودة في فترة من الفترات فهي مخلوقة، فقد كان الكون كله رتقا ففتقه الله سبحانه، وذلك ثابت بالنقل كما أثبتته الدراسات الحديثة، وانظر الفتوى رقم: 16975.
وأما قوله إنها أكبر المخلوقات فهذا ليس صحيحا بل هنالك ما هو أعظم منها وأكبر خلقا كالعرش والكرسي وإن كان هو لا يؤمن بذلك.
ودعواه أن السماء تسمع وتبصر وتنفع وتضر لابد أن يثبتها بالدليل القاطع _ولن يستطيع _أو يكون كلامه مجرد دعوى يمكن لأي أحد أن يدعيها فيما شاء من الجمادات أو الحيوانات فهي هراء . وهكذا في كل من يعتقد إلها غير الله كمن يعتقد في النار أو البقر أو الريح أو غيرها يمكن محاجته بذلك وغيره، لكن لابد من التمكن ورسوخ القدم في العلم قبل مناظرة ومحاجة أولئك لما يلقونه من الشبه التي قد تقع في قلب المرء فلا يستطيع دفعها وتفنيدها لعدم رسوخ قدمه وتمكنه. ولذا ينبغي تسليط بعض الدعاة وطلبة العلم ممن لهم دربة في ذلك المجال على أمثال أولئك ليتولوا مناظرتهم. ولمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 28335، 68016، 71907.
والله أعلم