الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس عليكم التكلف في تناول ما بقي من الطعام أو غيره، وينبغي للمسلم أن يعتدل في إنفاقه وفي أكله وشربه وفي أموره كلها، فقد قال الله تعالى في صفات عباد الرحمن: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا {الفرقان:67}، وقال صلى الله عليه وسلم: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه. رواه الترمذي وغيره وصححه.
وإذا بقي عنه ما لا يحتاج إليه من طعام فينبغي له أن يعطيه من يحتاج إليه من الأقارب والجيران.. وإذا لم يصلح لذلك أو للادخار لوقت آخر، فلا ينبغي التكلف بأكله بعد الشبع، لما ذكرنا من كراهة الإسراف في الأكل، ولما قد يترتب على ذلك من ضرر على الصحة، بل يتصدق به على من يحتاجه أو يعطى للحيوان، وقد سبق لنا بيان آداب الطعام في الفتوى رقم: 16952 بإمكانك أن تطلع عليها وعلى الفتوى رقم: 12891 للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.