الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يحق للمدين أن ينفق في غير الواجب إذا كان ذلك سيؤثر على قضاء ديونه، لما في حديث الصحيحين: مطل الغني ظلم. كما لا يحق له أن يؤذي غريمه بالقول أو الفعل، ولكنا ننصحك في تعاملك مع أخيك الأكبر بأن تبره وتحرص على توقيره والإحسان إليه، ومكافأة سابق إحسانه لك، وأن تتواضع له، وترفض القطيعة ولو كان هو يرغبها، فإنك بذلك تكسب معية الله تعالى وتربح ثوابه، وسيجر ذلك التعامل الحسن أخاك إلى الحياء منك ومعاملتك بالمثل، وتذكر قول الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.
وتذكر ما في حديث مسلم أن رجلا قال: يا رسول الله! أن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
وفي حديث البخاري: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
وفي صحيح مسلم: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
وفي حديث الترمذي: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. وراجع الفتاوى ذات التالية: 17043، 37424، 65231، 75903، 12167، 56749، 73064، 72850، 44020، 31315، 97146.
والله أعلم.