الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقاعدة فيما سأل عنه السائل هي قول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ {المائدة:2} فإذا كانت المواقع المراد تصميمها يعلم أو يغلب على الظن أنها تستخدم في الدعوة إلى البدع والمعاصي والمنكرات ونشر الضلال لم يجز تصميمها والإعانة على تصميمها، والمال المأخوذ من تصميمها يعتبر مالا حراما جاء من طريق محرم، كما أن المصمم لها يكون مشاركا لأصحابها في الإثم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينتقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم.
ولا شك أن المتصوفة المعاصرين ليسوا سواء من حيث الضلالة والبعد عن الهدى، وإن اشتركوا في أصل الانحراف، فمنهم المغالي الذي يعتقد الكفر، ومنهم من هو دون ذلك، ولكنهم جميعا موضع تهمة فلا ينبغي تصميم مواقعهم ولا تفريغ محاضراتهم لاسيما لمن ليس عنده علم شرعي يميز به الحق من الباطل، فقد يصمم لهم أو يشرف على محاضرات لهم فيها من البدع والضلال ما يخفى عليه.
والله أعلم.