الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن هذه الصورة من أنواع الربا لأنها (سلف بزيادة) والاقتراض بالربا محرم، لا يجوز الإقدام عليه إلا لضرورة ملجئة، وليست الرغبة في الزواج ضرورة تبيح الربا ، لأن الضرورة في مفهوم الشريعة هي:
الحالة الملجئة لتناول الممنوع شرعا ، ومما ساقه الفقهاء تطبيقاً لهذه القاعدة ما لو خشي أحد الهلاك جوعا أو عطشا أو غصصا في مكان ما، ولم يجد إلا الميتة أو الخنزير، أو الخمر ، أو مال شخص آخر غير مضطر مثله جاز له ، بل وجب عليه أن يتناول منه لدفع الهلاك ، وعلى هذا يقاس غيره.
وبما أن الضرورات تقدر بقدرها ، فلا يباح بالضرورة محظور أعظم محذورا من الصبر عليها ، ولا شك أن الصبر على عدم الزواج أهون من الإقدام على الربا ، لأن الشريعة تعده من أكبر الكبائر ، وحسبك أنه المعصية التي
تجعل صاحبها في حرب مع الله تعالى ، ولا تعرف كبيرة غيرها نال مقترفها مثل هذا الوصف، وليس من تذرع لأخذ الربا بضرورة العفة وخوف الوقوع في الحرام، إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، ولينظر الجواب رقم
6933 ، والجواب رقم
6689.
والله أعلم .