الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الأسئلة والتساؤلات قد احتوت على الكثير من التناقض، وعلى السخرية من القدر، وعلى محاولة تكذيب النصوص الشرعية، ونحن لا نريد تتبع جزئيات السؤال نقطة نقطة، لأنه لا يليق بفتاوانا تناول تلك الجزئيات لما فيها من سوء الأدب مع الله، وسنحاول الرد عليها بصفة مجملة فنقول: إن لله تعالى في مخلوقاته حكما بالغة قد لا يدرك كنهها سائر الأفراد، وليس لأي أن يعترض على الله في شيء من فعله، فقد قال جل من قائل: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:23}، ومن اعترض على ربه كان شبيها بإبليس حين قال: أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا {الإسراء:61}، والله تعالى يستجيب للعبد ما لم يستعجل، وقد حذرنا نبيناً صلى الله عليه وسلم من الاستعجال، فقال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال، قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواه مسلم.
كما أن استجابة الدعاء قد لا تكون على الوجه الذي يتوقعه الداعي، بل قد يدخر الله تعالى له تلك الدعوة إلى وقت أحوج ما يكون إليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر. ولكن الشخص إذا لم يكن مؤمناً بما وردت به النصوص المعصومة فلا ينبغي أن يطمع نفسه في حظ ممن الاستجابة، فندعوك إلى التوبة من هذه الألفاظ قبل أن يحال بينك وبينها، فإنك بها إنما تضر نفسك، ولن تضر الله شيئاً.
والله أعلم.