الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ليس عندنا ما يمكن الجزم به في سبب هذه الرائحة إلا أن خروج الرائحة من جسد الميت الذي لم يوضع في ثلاجة أمر محتمل كما يحصل التغير في اللحم العادي إن لم يوضع في شيء يحفظه، ولذا شرع عند تجهيز الميت أن يطيب لستر الروائح المحتمل خروجها، نص عليه النووي وغيره. ويدل له حديث الصحيحين: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافوراً. كما نص الفقهاء أيضاً على ضرورة تعميق القبر حتى يحجب ما يصدر منه من الروائح إذا تغير، قال صاحب الكفاف:
أقل عمق القبر ماله حجر * عن سبع وريحه عنا ستر .
هذا ويحتمل أن تكون الرائحة من ميت آخر أومن جهة أخرى، وراجعي الفتوى رقم: 37132.
والله أعلم.