الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القول المذكور ليس حديثاً نبوياً وإنما هو من كلام الحكماء وأهل العلم، وقصدهم أن السائل يعلم أن المسؤول لا يملك المعلومة التي يسأل عنها فيسأل غيره، ولذلك فهذه الجملة مطابقة لمنهج الإسلام ونصوصه... فلا يجوز للمسلم أن يقول في دين الله ما لا علم له به، فقد قال الله عز وجل: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ {النحل:116}، وقال صلى الله عليه وسلم: ... ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه، وقال علي رضي الله عنه: ولا يستحي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم. وقال مالك: من فقه العالم أن يقول لا أعلم. وقال الشعبي: لا أدري نصف العلم. إلى غير ذلك من النصوص التي ذكرها أهل العلم في محلها وخاصة ابن القيم في كتابه الرائع إعلام الموقعين عن رب العالمين.
والله أعلم.