الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود بكتب الكتاب هو عقد النكاح الشرعي -كما هو الظاهر من سياق السؤال- فقد أصبحت هذه المرأة زوجة لابن خالها، وليس بيدها الخروج من هذا النكاح إلا بالطلاق، والطلاق بيد الزوج وليس بيد الزوجة، فإذا كان طلب المرأة الطلاق لعلمها من نفسها أنها لن ترعى حق زوجها، ولن تقيم معه حدود الله تعالى فيجوز لها طلب الطلاق بدون مقابل، أو بمقابل أن ترد إليه ما أعطاها، أو ما يتوافقان عليه، وهذا هو الذي يسمى الخلع، فإذا فعلت المرأة ذلك فيستحب للزوج أن يجيبها إلى ما طلبت، ولا ينبغي أن تثار إشكالات عائلية بسبب ذلك، لأن النفوس متغيرة، وطلب الفرقة الآن خيرٌ من وقوع ذلك في المستقبل بعد أن يكون بينهما أبناء وبنات.
ونحن بعد بيان الحكم الشرعي ندعو أخت السائلة إلى أن تتريث في اتخاذ قرارها، فإن النفوس لها إقبال وإدبار، ولها محبة ونفار، فلا ينبغي للإنسان أن يخضع للمشاعر الطارئة، بل ينبغي أن تدرس الأمر بأناة وروية، وتستخير الله تبارك وتعالى، وتستشير من له رأي من أهلها، حتى لا تندم على قرارها، فقد يكون ما شعرت به من كراهية مجرد شعور عابر يزول عن قريب، وكم من بيوت أسست على الحب وسرعان ما انهارت، وبيوت أسست على مراعاة حدود الله تعالى ولم تكن مشاعر الحب في أول الأمر ظاهرة، فجاء الله بالمودة والرأفة, فنسأل الله أن يصلح أحوالكم.
والله أعلم.