الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن العمل الذي تقومون به من تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته تفسيرًا وحفظاً وتجويدًا يعتبر من أفضل الأعمال وأكثرها أجرًا وذخرًا عند الله تعالى، نسأله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهدكم ويعينكم على تعلم كتابه وتعليمه، والتفقه في دينه، وأن يتقبل منكم صالح الأعمال، فقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم، فهذا الحديث يدل على استحباب الاجتماع في بيوت الله، لتلاوة القرآن، لأن ذلك سبب في نزول الطمأنينة، وهبوط الرحمة، وحضور الملائكة، ورضى الله عن المجتمعين وذكرهم في السماء بعملهم المبارك.
وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم لا يتجاوزن الآية حتى يتعلموا جميع ما فيها من الأحكام، ويعملوا به.
أما القراءة على الطريقة المذكورة، فهي صورة من صور القراءة الجماعية، وهي حسنة عند أكثر أهل العلم. وقد أوضحنا كلامهم بتفصيل في الفتوى: 27933.
والله أعلم.