فالذي يظهر من أقوال المفسرين أن المقصود بالأهلة في قوله تعالى :" ويسألونك عن الأهلة " المقصود به الهلال الذي يظهر في أول الشهر وآخره .
قال البغوي في تفسيره للآية الكريمة : " نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الأنصاريين قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدوا دقيقاً ثم يزيد حتى يمتلئ نوراً ثم يعود دقيقاً كما بدأ ولا يعود على حالة واحدة " أ.هـ فالسؤال كان عن شكل الهلال أول الشهر وآخره ، وليس عن المنازل التي ينزلها القمر .
وإنما جمعت بلفظ " الأهلة " باعتبار هلال كل شهر كما ذكر الشوكاني في فتح القدير . ومن المعلوم أن تغير القمر وزيادته ونقصانه كل ذلك يكون على حسب المنازل التي ينزلها ، وللقمر ثمانية وعشرون منزلاً يكون في كل ليلة في منزلةٍ منها وقد قال الله تعالى :" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ".
والله أعلم .