الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أنه لا ينبغي للمسلم بل وطالب العلم خاصة أن يركز جهده في انتقاد بعض الدعاة أو الحديث عنهم مما قد يكون شاغلا له عما هو أهم، بل عليه أن يصرف همته إلى طلب العلم وتعليمه الناس، فمن عرف الحق عرف أهله.
وأما ما ذكرت من مخالفة بعض المشايخ فإن هذا الخلاف يتفاوت، فمن الخلاف ما هو سائغ ومنه ما ليس بسائغ، ومنه ما يكون صاحبه قد اشتهر أمره ويخشى على الناس من شره، ومنه ما قد يكون ذكر صاحبه وتحذير الناس منه سببا في اشتهار أمره ومعرفة الناس له والوقوع في شيء من حبائل باطله.
والمقصود من هذا التفصيل بيان أن أمر الكلام عن هؤلاء "المشايخ" ينبغي أن يترك للعلماء الذين يزنون الأمور بدقة، والذين يعرفون متى يقدمون على الحديث عنهم ومتى يحجمون عن ذلك، ويترك لمن هو أعرف بحالهم. ونرجو أن يكون في ذكر هذه الضوابط العامة خير هاد لطلبة العلم، خاصة في هذا الزمان الذي شاع فيه جرأة بعض الناس على الدعاة والعلماء وفي مسائل قد تكون اجتهادية. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 18788.
وأما قولك: هل يجب أن يكون كل داعية عالما، فجوابه أنه لا يلزم أن يكون الداعية عالما بكل شيء، بل يكفي أن يكون عالما بما يريد تبليغه للناس. وراجع في هذه المسألة الفتوى رقم: 69558، . ولا بأس في الاستماع إلى الداعية فيما يحسن الحديث فيه من أمور الترغيب والترهيب ونحوها.
والله أعلم.