الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من أن زوجك لا يقوم بحقوقكم كما يرضي الله، وامتناعه عن تطعيم أبنائه إذا دعت الحاجة لذلك، وعن ختان ولدكم، وامتناعه من إعطائك مصاريف النفقة فترة النفاس حينما تكونين عند أهلك، وعدم اهتمامه بمصلحة أبنائه أو علاجهم... وما ألمحت إليه من اتهامه بالشراب والفساد في الدول التي قلت إن ذلك يمارس فيها، واستمراره على السهر وعدم نومه في بيته، ومعاملتك بالجفاء... وما ذكرته من تشجيع أمه له على السهر وعلى عدم الاهتمام بأمور زوجته... وما قلت إنها تقوم به من ضربك والإمساك بشعرك... هي -في الحقيقة- أخطاء كبيرة من زوجك ومن أمه، ولقد أحسنت أنت كثيراً فيما ذكرته عن نفسك من الصبر واحتساب الأجر من الله، واعلمي أن الله لا يظلم الناس شيئاً، وأنه لن يضيع أجرك، وقد قال جل من قائل: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.
وأما ما ذكرته عنه من أنه كلما ولد طفل يسرع لإضافته إلى الراتب حتى تصرف له العلاوة، وأن الدولة تصرف علاوة زوجية على اعتبار أنها للزوجة لكنه يضيفها لحسابه... فإننا في هذا الأمر لا نستطيع تخطئته أو تبرئته، لأن مثل هذا الأمر يرجع إلى النصوص المعمول بها في البلد، وما إذا كانت تخصص ذلك للزوج أم الزوجة، أم للذي يتولى الصرف منهما، وعلى أية حال، فإن زوجك مخطئ أخطاء كبيرة، ويجب عليه أن يتوب إلى الله منها قبل أن تفوت عليه الفرضة.
وأما أنت فليس من شك في أن ما ذكرته يعتبر أضراراً تستحقين بها طلب الطلاق منه، ولكن ما أردته من الصبر عليه من أجل الأبناء هو الذي نراه أحسن لك، وننصحك بالتوجه إلى الله والدعاء بإصلاح زوجك، فإن الله وحده هو القادر على ذلك.
والله أعلم.