الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر أن هذا الحديث موضوع، حيث إنه لا أصل له في شيء من كتب الحديث المعتمدة، وإنما وجدناه في بعض مراجع المبتدعة غير متصل السند، وقد ذكر أهل مصطلح الحديث أن شر الوضاعين من احتسبوا الأجر في وضعهم الحديث ليرغبوا به الناس في الخير، وقد ذكروا أن من أمارات الحديث الموضوع ركة أسلوبه، وفي هذا الحديث بعض العبارات التي لا تخلو من تحفظ عليها من ناحية الشرع ومن ناحية اللغة العربية، فمثلاً الوحشة من النفس كيف يتصور معناها، فالوحشة في اللغة يراد بها الخلوة والهم كذا في مختار الصحاح ولسان العرب فالهم هو الحزن والخلوة الانفراد فما معنى الهم من النفس، وما معنى الخلوة منها، وأيضاً هجر النفس هل يراد به ترك العبد نفسه والتباعد عنها، وهل يعقل أن يترك الحي نفسه في مكان ويعيش حياً وهو بعيد عنها مهاجر لها. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 79541.
والله أعلم.