الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس في الإسلام ما يعرف بإقامة علاقات بين الشباب والفتيات للتعارف قبل الزواج، بل إن مثل هذه العلاقات قد تجر مفاسد كثيرة على الفتى والفتاة، فماذا لو أقام الفتى علاقة حميمة مع فتاة بهدف التجربة ثم الزواج، ولكنه تركها ولم يتم الزواج؟ ومن تأمل حال الشباب الذين يفعلون ذلك يجد أنهم أ بعد الناس من الزواج، إنما هدفهم التسلية، والتنقل من علاقة إلى أخرى، أو استدراج الفتيات إلى الفاحشة، وبعد حدوثها يتنكرون لما فعلوا، ويقطعون كل صلاتهم بأولئك الفتيات بحجة أنهم لا يثقون بهن، أو لا يريدون تحمل مسؤوليات وأعباء الزواج المختلفة، وربما لجأوا إلى تصوير الفتيات، أو تسجيل أصواتهن، وتهديدهن إما أن يفعلن الفاحشة والمنكر، أو يفضحن في كل مكان، وكم من فتاة خضعت للتهديد، وفقدت سمعتها وشرفها ومكانتها، وانتهت حياتها نهاية مأساوية.
ومن هنا، فلا يشك عاقل في حرمة هذه العلاقات، وآثارها المدمرة على المجتمع، وكون أغلبية الشباب على حدّ قولك - يطلبون التعارف - قبل الزواج لا يحل ذلك، ولا يعد مبرراً له.
وننبه إلى أن الشباب الملتزم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يطلب إقامة علاقة للتعارف قبل الزواج، إنما يطرق البيوت من أبوابها بعد السؤال عنها وعن أهلها، ثم يخطب خطبة شرعية بعيدة عن الريب والتهمة.
كما ننبه إلى أمر مهم، وهو: أن تساهل عدد من الفتيات في إقامة علاقات للتعارف مع الشباب يجرئ الشباب على المنكر والفاحشة والعدول عن الزواج، لأنهم يحصلون على اللذة المنشودة - عندهم - من هذه العلاقات الآثمة، فلماذا يرتبطون بالزواج؟! ولو أن الفتيات امتنعن واعتصمن بالتزامهن وعفافهن، لقل الشر، وانتشر الطهر والعفاف، ولا ريب أن العلاقات باتت متطورة فتارة بالهاتف، وتارة بالانترنت، وتارة باللقاء مباشرة … الخ، وكلها محفوفة بالمخاطروالآثام ، فعلى الفتاة أن لا تقبل إلا بالرجل الصالح الذي يصونها، ويقربها إلا الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" رواه الترمذي.
وقد تقدم جواب عن العلاقة عبر الإنترنت بهدف الزواج نحيلك عليه للفائدة برقم:
210. والله أعلم.