الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الذي تمنع منه الحائض هو مسّ المصحف، وليس قراءة القرآن عن ظهر قلب، وفي الفتويين: 4687، 259، تفصيل لهذا الموضوع.
أما سماع القرآن، فلا يغني عن تلاوته، وإن كان مرغبًا فيه، مندوبًا إليه؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يحب أن يسمع القرآن من غيره، كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ علي"، قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "فإني أحب أن أسمعه من غيري"، فقرأت عليه سورة النساء؛ حتى بلغت: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا)، قال: "أمسك، فإذا عيناه تذرفان". وفي المستدرك، وصحيح ابن حبان عن أبي موسى الأشعري قال: "استمع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل، فلما أصبحت، قال: "يا أبا موسى، استمعت قراءتك الليلة، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود"، قلت: يا رسول الله، لو علمت مكانك؛ لحبرت لك تحبيرًا".
وكان السلف يقولون: ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول الله عز وجل: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204] ولعل من الله واجبة. وفي الفتوى: 2003 مزيد فائدة في هذا الموضوع.
وننبه إلى أن هجر القرآن مذموم؛ لقوله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (الفرقان:30)، لكن لا نعلم دليلًا على ما ذكرته السائلة من تحديد ذلك بثلاثة أيام.
والله أعلم.